تم صباح اليوم الثلاثاء، افتتاح فعاليات أشغال النسخة الثامنة للمنتدى الدولي للسياحة التضامنية المنظم بورزازات تحت شعار “مرونة المناخ و التنمية المستدامة و السياحة التضامنية في واحات العالم: سياحة رصينة من أجل تنمية مستدامة “، هاته التظاهرة التي ينظمها المجلس الإقليمي لورزازات و المجلس الجماعي لمدينة ورزازات و اللجنة الدولية للمنتدى الدولي للسياحة التضامنية بشراكة مع وزارة السياحة و الصناعة التقليدية و النقل الجوي و الاقتصاد الاجتماعي و بدعم من المديرية العامة للجماعات المحلية و عمالة إقليم ورزازات وبتعاون مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأركان و المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، و تهدف النسخة الثامنة من المنتدى الحفاظ على الواحات في جميع بلدان العالم وتطوير نموذج سياحي رصين من أجل تنمية محلية مستدامة. كما تهدف إلى تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين الشركاء المعنيين، وتعزيز الشبكات الوطنية والدولية والمساهمة في صياغة خطط عمل تشاركية و العمل على تحقيقها.
وفي هذا السياق أكد عبد الرحمان الدريسي رئيس المجلس الجماعي لمدينة ورزازات من خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه التظاهرة تَرُوم تعزيز الترافع من أجل الحفاظ على الواحات في جميع بلدان العالم، و تطوير نموذج تنموي سياحي رَصِين من أجل تنمية محلية مستدامة، و تبادل التجارب و الخبرات بين مختلف الفاعلين إقليميا و دوليا موضحا أن المنظمين اهتدوا إلى الجهة الصحيحة باختيارهم لمدينة ورزازات لاحتضان فعاليات نسخة هذه السنة من الملتقى، مشيرا أن جهة درعة تافيلالت تعد مجال واحاتي بامتياز، شَكَّلَ و لازال يُشَكِّلُ لَبِنَة أساسية في تاريخ المغرب الـمُعاصر، و يتجلى ذلك في كون وَاحَتَيْ درعة تافيلالت مَهْدَ دَوْلَتين عَرِيقتين كان لهما الأَثَرُ الكبير في الحُكم المعاصر للمملكة المغربية، و هما الدولة السعدية و الدولة العلوية.
كما تطرق رئيس المجلس الجماعي لورزازات، إلى الدور الذي تلعبه الواحة كونها تعد فضاء للعيش و للحياة، باعتبارها مجالا يُوَفِّرُ شروط الاستقرار، وتعايش الثقافات وأن المَدْشَرْ أو القصر يختزل فن العيش في أسمى تجلياته و فضاء تَدُوبُ فيه كل الاختلافات العِرْقِيَة و الدينية و اللُّغوية ليتسع للجميع “عرب، أمازيغ، مسلمون، ويهود”، و أن كُلُّ هذا الزَّخَمْ من الشروط التي تُوفرها الواحة سواء في بلادنا أو في بلدان العالم الأخرى، تَمنح اللجنة الدولية للمنتدى و مختلف الشركاء فرصة إنجاح تصوراتهم و تحقيقها على أرض الواقع لأنها تَنْصَهِرُ مع لُبِّ شعار هذه النسخة الذي هو “التنمية المستدامة و السياحة التضامنية في واحات العالم”.
وأضاف، على اعتبار أن الواحة فضاءً للعيش من جهة، و من جهة ثانية على اعتبارها مجالا سياحيا له هُوَاتُهُ و مُحِبُّوه من مختلف أنحاء العالم، فقد حظيت بقسط وافر من هذا الاهتمام، على أساس أن القطاع السياحي يُعَدُّ رَافِدًا أَسَاسْ من روافد اقتصاد بلادنا، وأضاف ” نحن في المجلس الجماعي لورزازات وَاعُون كل الوعي بمدى أهمية القطاع السياحي الذي يُشَكِّلُ العَضُدَ الأَسَاسْ للاقتصاد المحلي، و من خلال برامجنا سواء حين إِشْتَغَلْنَا على المخطط الجماعي للتنمية أو برنامج عمل الجماعة في هذه العشرية الأخيرة، كان لقطاع السياحة الاهتمام الذي يَسْتَحِقَ”
ومن جهته أكد السيد محمد الأغضف الشيخ ماء العينين المندوب الإقليمي للسياحة بورزازات في كلمة خص بها “الإخبارية 24” أن هذه التظاهرة في نسختها الثامنة تهدف إلى الترويج السياحي لورزازات كوجهة سياحية وطنية و دولية متميزة بغناها التراثي كأرض للواحات والقصور والقصبات في إطار إدماجها في وسطها الجهوي و تدعيم دورها المحوري في تعزيز الجاذبية السياحية لأقاليم جهة درعة تافيلالت.
وأضاف، أن جهة درعة تافيلالت تتوفر على مؤهلات تستجيب للانتظارات السياح الراغبين في الإنتجاع الباحثين عن سياحة ذات حمولة ثقافية أصيلة، وذلك من خلال ما تتوفر عليه الجهة من تنوع في المواقع الطبيعية و غنى التراث الثقافي و التقاليد الحضارية الراسخة و الغنية و المتنوعة في مجالات العمران و الأزياء و الصناعة التقليدية و تراثها اللامادي المتمثل في فنون أحواش.