إيمانا منه بمركزية الجهوية في تدبير شؤون الحزب، واقتناعا بأن الانفتاح على انشغالات الساكنة لن يتم إلا بنهج سياسة القرب، والعمل الميداني الذي يعتمده الحزب من خلال تفعيل مسار الثقة، واصل المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار برئاسة السيد عزيز أخنوش سلسلة اجتماعاته ولقاءاته الدورية بمختلف جهات وأقاليم المملكة، حيث يغتنم الحزب فرصة انعقاد المكاتب السياسية خارج المركز ليعزز كل مبادراته التواصلية الهادفة للانفتاح على كافة شرائح المجتمع، وتجديد اللقاء بقواعد الحزب في مختلف مناطق المملكة.
وأفاد البيان الصادر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب، أن أعضاء المكتب تطرقوا في بداية الاجتماع إلى الحادث الإرهابي المؤلم الذي اهتزت له مؤخرا منطقة إمليل باقليم الحوز، مؤكدين رفضهم وشجبهم المطلق للإرهاب و كل أشكال العنف، وتشبتهم بالثقافة المغربية الأصيلة المبنية على التسامح والحوار، ومشددين على ضرورة اعتماد التعبئة الجماعية لمواجهة الظاهرة الإرهابية التي أضحت تهدد البشرية جمعاء، مثمنين فعالية وأداء كافة القوات الأمنية التي تسهر على تأمين أمن وممتلكات المواطنين.
كما جدد أعضاء المكتب السياسي موقف الحزب الثابت من القضية الأمازيغية باعتبارها قضية مصيرية حيث أكدوا على أنهم لن يقبلوا التعامل معها بمنهج التراخي، منوهين في هذا الإطار بالمبادرة البرلمانية المتمثلة في تقديم عريضة إلى السيد رئيس الحكومة من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية.
وعلاقة بالصعوبات التي يعيشها التجار، يعتبر المكتب السياسي أن مصدر هذه المشاكل هي حصيلة لمسلسل إجراءات تم اعتمادها من قبل الحكومة السابقة في قانون المالية 2014، حيث تم توسيع صلاحيات المراقبة لأعوان الجمارك لتمتد على الطرقات عوض الإقتصار على النقط الحدودية كما كان معمولا به سابقا، وأن مسلسل التراجعات التي طالت هذه الفئة استمر عبر الإجراءات التي أقرتها الحكومة في قانون المالية لسنة 2018 والمتمثلة أساسا في اعتماد نظام رقمنة الفواتير.
وبالنظر للتأثير السلبي المباشر لهذه الإجراءات التي فرضت دون مشاورات مسبقة مع التجار، دعا المكتب السياسي الحكومة إلى إجراء التعديلات اللازمة وبشكل عاجل على مدونة الضرائب ومدونة الجمارك قصد تصحيح هذا الوضع.
وارتباطا بالدينامية الجديدة التي يعرفها الحزب، رحب أعضاء المكتب السياسي برغبة الجمعية المغربية للإغاثة المدنية بالإنضمام إلى حزب التجمع الوطني للأحرار كهيئة موازية تعمل على تعزيز قيم التطوع بين أفراد المجتمع، منوهين كذلك بتأسيس الهيئة الوطنية للتجار الأحرار، باعتبارها تنظيما مسؤولا على تبني قضايا التجار عموما، وإعداد تصور سيعرض على هياكل الحزب في أفق الترافع عنه ضمانا للحقوق العادلة لهذه الشريحة المهمة داخل المجتمع.
ويضيف نفس المصدر، أن أعضاء المكتب السياسي عبروا عن كامل تضامنهم مع الأخ محمد العطواني منددين بالانزلاقات الخطيرة التي شابت عملية انتخاب رئيس بلدية المحمدية، وما تعرض له من عنف بعدما تم الاعتداء عليه جسديا من طرف بعض العناصر بغية منعه من ولوج قاعة الاجتماعات، حيث أدان المكتب السياسي بشدة عملية البلطجة و التجييش لفئات من المواطنات والمواطنين ومحاولة إقحامهم في مثل هذه السلوكات التي تسيء للعملية السياسية.
وفي الأخير نوه أعضاء المكتب السياسي، بتعبئة كافة مناضلات ومناضلي الحزب بالجهة الشرقية من أجل إنجاح المحطات النضالية التي ترأسها الرئيس عزيز أخنوش، مشددين على ضرورة تكاثف الجهود والتعاون مع كل مؤسسات الحزب بالجهة من أجل كسب رهانات المرحلة المقبلة، وفتح الأبواب أمام جل الكفاءات والطاقات التي من شأنها إعطاء قيمة مضافة للأداء الحزبي بالجهة.
وخلص البيان في الأخير إلى إعلان المكتب السياسي عن انعقاد المجلس الوطني للتجمع الوطني للأحرار في 27 يناير بالرباط.وذلك تطبيقا للمادة 34 من النظام الأساسي للحزب،